بداية عيسى عليه السلام.....إلى المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
احبتى اليكم قصة نبى الله عيسى ابن مريم عليه السلام
عيسى المسيح (عليه السلام)
تمادى اليهود في غيّهم وطغيانهم..
وقد تصدّروا مكان السادة العلماء، والملوك الأمراء، في الأرض، فقد كانت لهم السلطة الدينية، والسلطة الدنيوية. فهم كل شيء.. وغيرهم ليس بشيء.. وقد اشتدّت قبضتهم على الأمم الضعيفة، فأخذوا يعيثون في البلاد فساداً.
والكل منتظرون لقدوم (المسيح) الذي بشّر به الأنبياء.
الضعفاء ينتظرون قدومه ليخلّصهم من براثن الأقوياء.
واليهود ينتظرون قدومه، لزعمهم أنه يزيدهم قوّة، وسلطة على سلطة.
وفي ذات يوم.. رأى الجميع أغرب الحوادث، فقد جاءت (الصديقة الطاهرة مريم) وهي تحمل طفلاً جميلاً على ذراعيها!
من هذا يا مريم؟! هكذا قالوا، بلسان واحد، مستغربين أن تأتي مريم العذراء بطفل؟
أشارت مريم إلى الطفل أن كلّموه، فإنه هو الذي يجيب عن هذا السؤال.
وهنا أخذ (المسيح) الطفل، يتكلّم، قائلاً: (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً وجعلني مباركاً).
إذن.. يا للفرحة، إنه هو الطفل الذي طالما انتظره الأقوياء والضعفاء على حد سواء قد جاء؟
لقد جاء المخلّص، وقد جاء المسيح الموعود. وليس بينهم وبين الخلاص، إلا سنوات، حتى يكبر هذا المولود، ويبلغ مبلغ الرجال، فهو الملك النبي الذي ينقذهم من كل مكروه.
* * *
أخذ المسيح ينمو، لا كنمو الأطفال بل نموّاً مستغرباً، وقد أخذت الألباب الدهشة، لما رأوه في الوليد.
فقد كان عيسى يخبر الأطفال ـ حينما يجتمع بهم ـ بما أكلوا في غذائهم، وما ادّخروه في بيوتهم، وكان ذلك مما يثير عجب الأولاد، والآباء.
وقد كان الكل يعلم أن له مستقبلاً زاهراً، وكان يضاف إلى ذلك، الغرائب التي يشاهدونها حوله.
ففي مرة جاء وفد من عظماء المجوس إلى مريم الطاهرة، مما لفت انتباه الجميع، يا ترى ماذا يريد هؤلاء؟ وكيف تعرّفوا على هذا البيت؟ ومن أين عرفوا هذه المخدّرة الصالحة؟
لما وصلوا إلى دار مريم، سلّموا عليها، وأكبروها، ثم قالوا:
إنا قوم ننظر في النجوم، فلما ولد ابنك طلع بمولده نجمٌ من نجوم الملك ـ مما دل على أنه ولد ملك على الأرض ـ وبعد أن دقّقنا النظر، رأينا أن ملك هذا المولود، ليس من قبل ملك ملوك الأرض.. وإنما ملك نبوة مما لا يزول، ولا يفارقه حتى يرفع إلى السماء ويصير إلى ملك أطول.
ولمّا رأينا ذلك أخذنا نتتبع البلاد، بلداً بلداً، حسب تطلّع النجم المذكور، حتى رأيناه فوق هذا البلد.. وبذلك عرفنا موضع المولود العظيم.
ثم إن عظماء المجوس، بعد ما تبيّنوا صدق تنبؤهم.. ورأوا آثار العظمة في المسيح (عليه السلام) قدموا لمريم الصديقة، هدية غريبة (الذهب، والمرّ، واللبان). ثم قالوا في سبب إهدائهم هذه الهدية:
الذهب: هو سيد المتاع كله، فإهداؤنا له إشارة إلى أن ابنك سيد الناس.
والمرّ: يجبر الجراحات، فهو إشارة إلى أن ابنك يُبرئ الجراحات والأمراض والجنون والعاهات.
واللبان: إذا أُشعل ارتفع دخانه في أجواء الفضاء. فهو إشارة إلى أن ابنك يرفع إلى السماء ولا يرفع إلى السماء غيره. ثم ودّعوا الصديقة مريم، بعد ما أوصوها بابنها خيراً، وذهبوا قافلين..